واضح لا سترة عليه.
ومن العجب ما فى تقريرات بحث شيخنا الأعظم «قده» من ادعاء عدم امكان جامع مشترك ضابط على المذهب وعدم معقوليته ، حيث قال : اذ لا يعقل القدر المشترك بين الزائد والناقص على وجه يكون الزائد ايضا من حقيقة القدر المشترك ولا تكون الزيادة من اجزاء الفرد. وتوضيحه : ان القدر المشترك بين الزائد والناقص تارة يراد به ان تكون الزيادة في الفرد الزائد داخلا في حقيقة الفرد خارجا عن حقيقة القدر المشترك ، وتكون الزيادة معتبرة بالنسبة الى نفس القدر المشترك لو قلنا بامكان وجوده مع قطع النظر عن لحوق شىء مخصص له من الفصول او شىء آخر ، وبالنسبة الى الفرد الآخر الزائد على القدر المشترك ايضا لو قلنا بامتناع وجود القدر المشترك من دون لحوق المخصص. وتارة يراد به ان تكون الزيادة داخلة في حقيقة القدر المشترك ، فيكون ماهية واحدة تارة زائدة وتارة ناقصة ، والأول لو قلنا بامكانه ومعقوليته فهو مما لا يلتزم به القائل المذكور لظهور كلماته طرا فى ان الصحيحة من حقيقة الصلاة كالفاسدة ، فاطلاق لفظ الصلاة على كل واحدة من الصحيحة والفاسدة ليس من باب استعمال اللفظ الموضوع للكلى فى الفرد ليكون حقيقة فى وجه ومجازا فى آخر ، والثاني غير معقول ، ضرورة امتناع اختلاف معنى واحد بالزيادة والنقصان.
فان قلت : ما ذكرته مبنى على امتناع التشكيك فى الذاتيات ولم يثبت ذلك ، كيف وقد ذهب جماعة من اهل المعقول الى امكانه. قلت : ما ذكرنا باطل وان قلنا بامكان التشكيك ، ضرورة وجود الفرق بين المقامين ، فان القائل بامكانه انما يقول به فيما كان الزائد بعينه من جنس الناقص ويكون ما به الامتياز فيه عين ما به الاشتراك ومن سنخه ، بخلاف المقام فان الزائد مباين للناقص وهو مستحيل بالضرورة.