دعوات وشبهات أثارها البعض حول نهج البلاغة |
|
الشيخ عبـد الرسول الغفاري
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدّمة :
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله المؤيّد ، ونبيّه المسدّد ، أبي القاسم محمّـد ، وعلى أهل بيته الهُداة الأكرمين ، وأصحابه الأمناء المنتجبين.
وبعد ، لقد خلّف لنا أمير البيان وسيّد البلغاء بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام تراثاً جمّاً خالداً يزخر بالأفكار والنظرات والدروس والعبر ، وإنّ الوارث لهذا التراث هم الناس جميعاً ، لأنّ كلامه عليهالسلام ـ بما فيه من خطب ورسائل وكتب وحكم ـ لم يكن موجّها لفريق دون آخر ، أو لأمّة دون أمّة ، بل كان موجّها لكلّ الأفراد والطوائف ، وإنْ كان المعني الأوّل هو الإنسان المؤمن بخالقه ، الموحّد لـه في ذاته وصفاته وأفعاله ، إنّه الإنسان الرسالي أنّى وجد وأنّى حلّ.
فخطابه عليهالسلام بلسم ، وبيانه ضماد ـ لكلّ جرح ـ ولسانه نبع للعدل والصدق ، وإنّ كلامه عليهالسلام بكل فصوله وشعبه يمسّ القلوب فيبعث فيها