«غصتُ في بحر غرر الحِكَم ودرر الكلم التي جمعها من حكمه ـ صلوات الله عليه ـ أوحديّ الزمان ، وعلاّمة العصر والأوان ، عبـد الواحد الآمدي التميمي ...»(١).
جمع المؤلّف فيه الكلم القصار ، والحِكَم والأمثال ، من أحاديث وأخبار مولانا أمير المؤمنين عليه صلوات المصلّين ، وذكر في مقدّمته في سبب جمعه وتأليفه :
«فإنّ الذي حداني على تخصيص فوائد هذا الكتاب وتعليقتها وجمع كَلِمه وتنميقها ؛ ماتنجح به أبو عثمان الجاحظ عن نفسه ، وعدّده وزبره في طرسه ، وحدّده من المائة الحكميّة الشاردة عن الأسماع ، الجامعة لأنواع الانتفاع ، التي جمعها عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
فقلت : يا لله العجب! من هذا الرجل ، وهو علامة زمانه ، ووحيد أقرانه ، مع تقدّمه في العلم ، وتسنّمه ذروة الفهم ، وقربه من الصدر الأوّل ، وضربه في الفضل بالقدح الأفضل والقسط الأجزل ، كيف غشى عن البدر المنير؟ ورضي من الكثير باليسير؟ وهل ذلك إلاّ بعض من كلّ؟ وقلّ من جلّ؟ وطلّ من وبل؟ ..».
والمؤلّف حذف أسانيد الكلمات ؛ رعايةً للاختصار ، مع تصريحه بوجود ما عنده من الأسانيد ، حتّى أدّى إلى تقليل حجم الكتاب والإفادة من أخباره.
أقول : بلاغة ورفعة هذه المرويّات تضمّنت درجة عالية علميّة تدلّ بنفسها على صحّتها ، وعلى قول المناطقة (قضية قياساتها معها).
__________________
(١) منتخب الجواهر العليّة : ٤٣ ، المطبوع ضمن ميراث حديث شيعه ، العدد السابع.