فليراجع.
وأمّا الوصف الدقيق للحياة الاجتماعية فهذا ممّا لا يختلف عليه اثنان ، وحقّاً ينبغي أن تكون خطب الإمام عليهالسلام كذلك لأنّه يمثّل رأس الهرم المشرف على كلّ طبقات المجتمع وأحواله وتصرّفاته ، وأنّ عصر الإمام عليهالسلام يختلف كثيراً عن العقد الثلاثة التي سبقت ، فالأموال التي تقاطرت على المسلمين من شرق البلاد وغربها ، وحياة الترف وما أصابه المسلمون من النعيم لم يكن له سابق مثيل.
ولمّا كان أمير المؤمنين عليهالسلام المسؤول عن رعيّته فهو تارة يصفهم ويصف حياتهم وما فيها من ترف وبذخ ، وتارة يقودهم إلى الورع والتقوى والاستقامة بتوجيههم الوجهة الصحيحة وعليه فما هو الضير إذا جاءت خطبه عليهالسلام تصف حياة الناس بشكل محسوس دقيق؟!
أمّا الشكّ الخامس عشر : ادّعى الكيلاني أنّ في نهج البلاغة خطباً طال في صدرها الحمد وأنّ هذه عادة لم تعرف إلاّ في العصر العبّاسي ؛ في خطب الجمع والأعياد.
لو كان المعترض يجنح إلى البحث العلمي لأراح نفسه واستراح من كلّ هذا الوهن الذي سطّره في كتابه أثر التشيّع في الأدب العربي ولكن أبت نفسه إلاّ أن يطعن حتّى بالبديهيّات الواضحات.
أقول :
إنّ الحمد وتكراره في خطب الإمام لم يكن بدعاً منه عليهالسلام بل سبقه إلى هذا الأسلوب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد روى البخاري في صحيحه : «أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول : اللّهم لك الحمد ، أنت قيّم السماوات