الكبير : «قال ابن الصغير : كان الأباضية في الدولة الرستمية(١) لا يمنعون أحداً من الصلاة في مساجدهم ولا يكشفون على حاله ولو رأوه رافعاً يديه.
وكانت خطبهم على منابرهم هي خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لحبّ الأباضية للإمام عليٍّ رضي الله عنه وإجلالهم لمقامه وإعجابهم ببلاغته وفصاحته.
إنّ إيثار الأباضية في الدولة الرستمية لخطب الإمام عليٍّ رضي الله عنه يدلّ على حبّهم لـه وعلى الرقيّ الذي كانت عليه الدولة في الفهم والذوق الأدبي وعلى تمكّن الجماهير في العربية.
إنّ خطب الإمام عليٍّ عليهالسلام التي كانت تجلجل في منابر تيهرت(٢) دليل على المستوى الثقافي الرفيع الذي كانت عليه الجماهير وعلى تمكّن الدولة الرستمية في العربية الفصحى وانتشارها في كلّ طبقاتها»(٣).
أمّا الشكّ الرابع عشر : ادّعى البعض أنّ في النهج وصف دقيق للحياة الاجتماعية من جهة ، وطعن على الولاة والقضاة من جهة أخرى ...
أمّا الطعن على الولاة فهذا ما تقدّم ذكره في جواب الشكّ الثالث ،
__________________
(١) الدولة الرستمية من دول الأباضية في المغرب العربي تأسّست عام ١٤٤ هـ وتلاشت سنة ٢٩٦ هـ.
(٢) تيهرت عاصمة الدولة الرستمية آنذاك.
(٣) تاريخ المغرب الكبير ٣ / ٥٨٨. أقول : لا يخفى أنّ كلمة الجماهير التي كرّرها المصنّف إنّما تعني أصحابه الأباضية. ثمّ إنّ الخوارج كما هو معروف يبغضون الامام عليهالسلامأشدّ البغض ، وربّما كان المصنّف من معتدلي الاباضية فذكر الإمام عليهالسلاموترضّى عليه.