معرض حديثه وتعليقه على كلام أبي حيّان التوحيدي الذي كان في صدد المروي من كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام القصار من نهج البلاغة والقول المنسوب إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا مال أعود من العقل» ، قال أحمد أمين : «ليس هذا من حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنّما هو من كتاب نهج البلاغة»(١).
لم يقل من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام لكونه يتورّع من أن ينسب هذا الكلام إليه من جهة ، ومن جهة أخرى كان يتصوّر أنّ التوحيدي متأخّر على الشريف الرضي وفي عمله هذا مراده الطعن بعمل الشريف الرضي وتزييفه ، لكن غابت عن ذاكرته أنّ التوحيدي توفّي سنة ٣٨٠ هـ ، أي قبل صدور نهج البلاغة بعشرين عاماً.
فكم من مفتر أثيم قد فضحه الله على فلتات لسانه؟!
أضف إلى كلّ هذا وذاك فإنّ الكلمات التي رواها التوحيدي ذكرها ابن عبـد ربّه الأندلسي المرواني المتوفّى سنة ٣٢٨ هـ ، في كتابه العقد الفريد ، المجلّد الثاني ص ٢٥٢.
علماً أنّ أحمد أمين هو أحد المشرفين على طبع هذا الكتاب ـ العقد الفريد ـ والمكلّفين بتصحيحه وتحقيقه.
ولا يبعد بك المقام في كلّ ما تقدّم عن الخوارج فقد كانوا يحفظون خطب الإمام عليٍّ عليهالسلام ويعيدونها على منابرهم في الجُمع والأعياد.
يقول الأستاذ الشيخ محمّـد علي دبوز أستاذ الأدب العربي في معهد الحياة في الجزائر ؛ وهو من معتدلي الأباضية ؛ في كتابه تاريخ المغرب
__________________
(١) فجر الإسلام : ١٤٨.