السماء وما يعرج فيها من أملاك ، وما يحفّ بها من أفلاك ، كما عرض لملك الموت وأطال في وصفه.
وخطب عليٍّ في السياسة ، وفي شؤون البيعة والعهد والوفاء ، واختيار الأحقّ وما أحاط بذلك من ظروف ، كتحكيم صفّين وما تبعه من آثار سيّئة وتفرّق الكلمة.
ولم يفته أن ينوّه في خطبه بأنصار الحقّ ، وأعوان الخير ، والدعاة إلى الجهاد ، وفيها محاجّة للخوارج ونصحه لهم ولأمثالهم بإتّباع الحقّ وغير ذلك ممّا يكفي فيه ضرب المثل ، ولفت النظر.
غير أنّ ناحية عجيبة امتاز بها الإمام ، هي ما اختصّ بها الصفوة من الأنبياء ومَن على شاكلتهم كانت تظهر في بعض تجلّياته ، وأشار إليها في بعض مقاماته ، ولم يسلك فيها سواه إلاّ أن يكون رسول الله صلوات الله عليه.
فقد ذكر كثيراً من مستقبل الأمّة ، وأورد ما يكون لبعض أحزابها كالخوارج وغيرهم ، ومن ذلك وصفه لصاحب الزنج ، وذكر الكثير من أحواله وذلك من غير شكّ لون من الكرامات.
هذا إلا أنّه طرق نواحي من القول كانت من خواصّ الشعر إذ ذاك ولكنّه ضمّنها خطبه فوصف الطب ، وعرض للخفّاش وما فيه من عجائب ، والطاووس وما يحويه من أسرار ، وما في الإنسان من عجائب الخلق ، وآيات المبدع الحقّ وأحيلك في ذلك كلّه على نهج البلاغة.
وهكذا تجد في كلام عليٍّ الدين والسياسة والأدب ، والحكمة ، والوصف العجيب ، والبيان الزاخر.
هذا كتاب عليٍّ إلى شريح القاضي يعظه ، وقد اشترى داراً ويحذّره