فيقول في سورة الفتح :
«ويعذّب المنافقين والمنافقات ، والمشركين والمشركات الظانّين بالله ظنّ السوء عليهم دائرة السّوء ، وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصيرا» (١).
ويعلق على هذه الآية بعض المفسرين فيقول : «وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله ، فالقلب المؤمن حسن الظن بربه ، يتوقع منه الخير دائما بتوقع الخير في السراء والضراء ، ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين ، وسر ذلك أن قلبه موصول بالله ، وفيض الخير من الله لا ينقطع أبدا ، فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الاصيلة ، وأحسها احساس مباشرة. فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله ، ومن ثم لا يحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها ، فيسوء ظنهم بالله ، وتتعلق قلوبهم بظواهر الامور ، ويبنون عليها أحكامهم ، ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين ، كلما كانت ظواهر الامور توحي بهذا ، على غير ثقة بقدر الله وقدرته ، وتدبيره الخفي اللطيف».
ويقول القرآن في سورة الحجرات :
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ»(٢).
__________________
(١) سورة الفتح ، الآية ٦.
(٢) سورة الحجرات ، الآية ١٢.