الله صلىاللهعليهوسلم فقصصتها عليه. فقال : أما الروضة فروضة الإسلام. وأما العمود فعمود الإسلام. وأما العروة فهي العروة الوثقى. أنت على الإسلام حتى تموت (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) اعتراض تذييليّ حامل على الإيمان ، رادع عن الكفر والنفاق ، بما فيه من الوعد والوعيد.
القول في تأويل قوله تعالى :
(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥٧)
(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) أي حافظهم وناصرهم (يُخْرِجُهُمْ) تفسير للولاية أو خبر ثان (مِنَ الظُّلُماتِ) أي ظلمات الكفر والمعاصي (إِلَى النُّورِ) أي نور الإيمان الحق الواضح. وإفراد النور لوحدة الحق. كما أن جمع الظلمات لتعدد فنون الضلال. كما قال تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ، وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام : ١٥٣] ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) أي : الشياطين وسائر المضلين عن طريق الحق (يُخْرِجُونَهُمْ) بالوساوس وغيرها من طرق الإضلال والإغواء (مِنَ النُّورِ) أي الإيمان الفطريّ الذي جبل عليه الناس كافة. أو من نور البينات التي يشاهدونها من جهة النبيّ صلىاللهعليهوسلم (إِلَى الظُّلُماتِ) أي : ظلمات الكفر والغيّ (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
ثم استشهد تعالى على ما ذكره من أن الكفرة أولياؤهم الطاغوت بقوله :
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٢٥٨)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَ) أي جادل (إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) أي كيف أخرجه الطاغوت من نور نسبة الإحياء والإماتة إلى ربه ، إلى ظلمات نسبتهما إلى نفسه (أَنْ