وعن ابن عباس قال (١) : «بينما جبريل قاعد عند النبيّ صلىاللهعليهوسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم. لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض. لم ينزل قط إلا اليوم. فسلّم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيّ قبلك. فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة. لن تقرأ حرفا منهما إلا أعطيته». رواه مسلم والنسائيّ. وهذا لفظ مسلم.
وأخرج الترمذي (٢) والنسائي والدارميّ والحاكم وصححه ، عن النعمان بن بشير : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام. أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة. ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان».
وأخرج عبد بن حميد في (مسنده) عن الحسن : أنه كان إذا قرأ آخر البقرة قال : يا لك نعمة ..! يا لك نعمة.
هذا ، وقد روي في فضل سورة البقرة أحاديث كثيرة ... منها ما أخرجه مسلم (٣) والترمذي من حديث النوّاس بن سمعان قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران». وضرب لهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال : «كأنهما عمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق. أو كأنهما حزقان من طير صوافّ تحاجان عن صاحبهما».
وأخرج أحمد (٤) والحاكم والدارميّ عن بريدة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تعلموا سورة البقرة. فإن أخذها بركة. وتركها حسرة. ولا تستطيعها البطلة. تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما هما الزهراوان يجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تجادلان عن صاحبهما».
وأخرج أحمد ومسلم (٥) والترمذي عن أبي هريرة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا
__________________
(١) أخرجه مسلم في : صلاة المسافرين وقصرها ، حديث ٢٥٤.
(٢) أخرجه الترمذي في : ثواب القرآن ، ٤ ـ باب ما جاء في آخر سورة البقرة.
(٣) أخرجه مسلم في : صلاة المسافرين وقصرها ، حديث ٢٥٣.
(٤) أخرجه أحمد في المسند بالصفحة ٣٥٢ من ج ٥.
(٥) أخرجه مسلم في : صلاة المسافرين وقصرها ، حديث ٢١٢.
والترمذي في : ثواب القرآن ، ٢ ـ باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسيّ.