هو أبو بكر عاصم بن أبى النّجود الأسدي ، قرأ على زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتوفى بالكوفة سنة ١٢٧ ه ، ومن تلاميذه : حفص ، أبو عمرو ، المتوفى سنة ١٨٠ ه ؛ وأبو عمرو : هو زبّان بن العلاء عمّار البصرى ، روى عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبىّ بن كعب ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان أول من جمع القراءات ، وتوفى سنة ١٥٤ ه ؛ وحمزة : هو أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيّات الكوفى ، قرأ على أبى محمد سليمان بن مهران الأعمش ، على يحيى بن وثاب ، على زرّ بن حبيش ، على عثمان وعلىّ وابن مسعود ، على النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، وتوفى بحلوان سنة ١٥٦ ه ؛ ونافع : هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم المدنى ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة ، وتوفى ـ سنة ١٦٩ ه ، ومن تلاميذه : قالون ، سمّى كذلك لجودة قراءته ، لأن قالون تعنى الجيد ، وتوفى سنة ٢٢٠ ه ؛ وورش : أبو سعيد ، ويلقّب بورش لشدة بياضه ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بمصرّ ، وتوفى سنة ١٩٧ ه ؛ والكسائى : أبو الحسن على بن حمزة ، توفى سنة ١٨٩ ه ، وتتلمذ عليه الدورى ، أبو عمرو حفص ، إمام القرّاء فى عصره ، ونسبته إلى «الدور» محلة فى بغداد ، وتوفى سنة ٢٤٦ ه فهؤلاء هم القراء السبعة.
* * *
٣٠. أليس القرآن نصّا موحدا؟ هل له صياغات مختلفة؟
أقوال المستشرقين فى ذلك كثيرة ، وأكثرهم انتشارا جولد تسيهر اليهودى المجرى ، وأقواله فى الإسلام والقرآن خاصّة ، فيها عداء سافر وكراهية لا تخفى على خاف ، واشتهر هذا المستشرق بتوليده للنصوص التى يتصيّدها ، ويغالط فى تحميلها المعانى التى لا تحتملها ، ومن أبرز مؤلفاته فى ذلك كتاب «العقيدة والشريعة فى الإسلام» ، و «مذاهب التفسير الإسلامى».
ومما يثيره من شبهات قوله فى كتب الديانات أنها لم يحدث أن ادّعى مدّع أن نصوصها منزّلة أو موحى بها إلا القرآن ، ولذلك فإن هذه الكتب تحفل بالاضطراب وعدم الثبات. وأما القرآن فعمر ادّعى أنه صواب كله ـ يعنى لا اضطراب فيه ، وقال ـ أى عمر : هذا كاف شاف ، ما لم تجعلوا آية رحمة آية عذاب ، أو تجعلوا آية عذاب آية رحمة ، فما دام لم يحدث اختلاف أساسى فى المعانى فاختلاف الألفاظ لا يهم. ويستخلص جولد تسيهر من وجود قراءات متباينة على أن هذه القراءات كان يمليها أن يرى الناس النص على وجه يفهموه بها ويتفق مع صورته الأصلية. والنتيجة أن صارت هناك نصوص عدة للقرآن كانت بمثابة محاولات أولى للتفسير ، وأما النص الحالى المتداول ـ والقراءة به هى القراءة المشهورة