وَتَوَلَّى) (٤٨) (طه) ، لأنها تقصر العذاب على المكذّبين للأنبياء وللبعث والحساب ، المعرضين عن الإيمان ، فأمّا من وحّد الله وآمن ، فله الجنة ، فالآية لذلك أرجى آية للموحّدين.
* * *
٤٤. أوسع وأرجى آية فى القرآن
هى الآية : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥٣) (الزمر) ، قال علىّ بن أبى طالب : هى أوسع آية فى القرآن ؛ وقال عبد الله بن عمر : هى أرجى آية فى القرآن ، فردّ عليهما ابن عباس ، وقال : أرجى آية فى القرآن : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ) (٦) (الرعد).
وقيل : إن عليّا قال لأهل العراق : إنكم تقولون : إن أرجى آية فى كتاب الله : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) (الزمر) ، قالوا : إنا نقول ذلك. قال : ولكنا أهل البيت نقول : إن أرجى آية فى كتاب الله قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥) (الضحى).
* * *
٤٥. أرجى وأحسن آية فى القرآن
فى الرواية أن الصحابة تذاكروا القرآن ، فقال أبو بكر الصدّيق رضى الله عنه : قرأت القرآن من أوله إلى آخره ، فلم أر فيه أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى : (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) (٨٤) (الإسراء) ، فإنه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان ، ولا يشاكل بالربّ إلا الغفران.
وقال عمر بن الخطاب : قرأت القرآن من أوله إلى آخره ، فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تعالى : (حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (٣) (غافر) ، فإنه تعالى قدّم غفران الذنوب على قبول التوبة.
وقال عثمان بن عفان : قرأت جميع القرآن من أوله إلى آخره ، فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٤٩) (الحجر).
وقال علىّ بن أبى طالب : قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر أحسن وأرجى من قوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥٣) (الزمر).