وهذا على قاعدة أهل الظاهر في مثل ذلك ، إلا أن الإطلاق لا ينحصر في الحقيقة. والتنزيل الكريم ، إنما ورد على مناح للعرب معروفة في لسانهم ـ والله أعلم.
الثاني ـ التضعيف في (تفتح) لتكثير المفعول ، لا الفعل لعدم مناسبة المقام.
الثالث ـ قرئ بالتخفيف في (تفتح) وبالتخفيف ، والياء. وقرئ على البناء للفاعل ، ونصب الأبواب ، على أن الفعل للآيات مجازا ، وبالياء على أنه لله تعالى.
(وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ) أي يدخل (الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) أي ثقب الإبرة ، وهو غير ممكن ، فكذا دخولهم.
لطائف :
الأول ـ قرأ الجمهور (الجمل) بفتح الجيم والميم ، وفسروه : بأنه الجمل المعروف وهو البعير قال الفراء : الجمل زوج الناقة. وقال شمر : البكر والبكر بمنزلة الغلام والجارية ، والجمل والناقة بمنزلة الرجل والمرأة. وقرئ في الشواذ (الجمّل) كسكّر وصرد وقفل وعنق وجبل بمعنى حبل السفينة الغليظ الذي يقال له (القلس).
وقال أبو البقاء : يقرأ في الشاذ بسكون الميم ، والأحسن أن يكون لغة ، لأن تخفيف المفتوح ضعيف ، ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها ، وهو الحبل الغليظ ، وهو جمع مثل صوّم وقوّم ، ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد وأسد ، ويقرأ كذلك إلا أن الميم ساكنة ، وذلك على تخفيف المضموم ـ انتهى ـ.
وذكر الكواشي أن القراءات المذكورة كلها لغات في البعير ما عدا «جمّلا» كسكّر وقفل ، ونوقش في ذلك ـ انتهى ـ.
__________________
ـ بعث فيكم؟ فيقول : هاه هاه. لا أدري. فينادي مناد من السماء : أن كذب. فافرشوا له من النار. وافتحوا له بابا إلى النار. فيأتيه من حرّها وسمومها. ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه. ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوءك. هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول : من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر. فيقول : أنا عملك الخبيث. فيقول : رب! لا تقم الساعة».
وأخرجه أبو داود في : السنّة ، ٢٤ ـ باب في المسألة في القبر وعذاب القبر ، حديث ٤٧٥٣.