كما أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حجّة من الخارج»(١).
ولاشكّ أنّ النظرية التفسيرية الإمامية تستخدم العقل للاستدلال بالحكم ومعرفة المعاني باعتبار أنّ العقل يعدُّ طريقاً موصلاً إلى العلم القطعي ، أي إنّ العقل يدعو إلى اعتماد تفسير القرآن بالقرآن وردّ المتشابه إلى المحكم واستخدام السنّة الصحيحة في استنباط المعاني والأحكام أو تأويلها ، ولذلك أصبح مبنى المدرسة الإمامية قائماً على أصل مهمٍّ وهو أنّ المفسّر لا يرتقي إلى مستوى التفسير إلاّ إذا كان عالماً مجتهداً بأحكام الشريعة عارفاً بالمباني الأصولية واللغوية والعقلية.
وعندما نستخدم العقل طريقاً لمعرفة المعاني والأحكام فإنّنا نقصد به الحكم النظري بالملازمة بين الحكم الثابت شرعاً أو عقلاً وبين حكم شرعيٍّ آخر ، كالملازمة بين المقدّمة والواجب في ذي المقدّمة ، أو الحكم باستحالة التكليف بلا بيان الذي يلزم منه حكم الشارع بالبراءة ، أو الملازمة بين عقيدة قطعية وعقيدة أُخرى كاستحالة التجسيم الملازمة لاستحالة رؤيته عزّ وجلّ.
وبناءً على ذلك نلحظ أنّ تفاسير المدرسة الإمامية تعدُّ من أدقّ التفاسير القرآنية وأقربها إلى المعنى الواقعي في فهم القرآن الكريم لأنّها مستندة على ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام الذين هم أدرى بمعاني القرآن الكريم من غيرهم من المسلمين ، وأصبحت كتب الشيعة التفسيرية نجوماً متلألئة في سماء المعرفة القرآنية ، كـ : التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، ومجمع البيان للطبرسي (ت
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن : ٣٩٧.