والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة ، وانطلق عليٌّ عليهالسلامفجمعه في ثوب أصفر ثمّ ختم عليه»(١).
وما روي أنّ عليّاً عليهالسلام قد جمع القرآن بعد وفاة النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرةً يُردّ عليه بأنّه لم يكن جمعاً اصطلاحيّاً بل أمر تدقيق وحفظ وصيانة وعناية.
ففي كتاب سليم بن قيس عن سلمان رضياللهعنه : «إنّ علياً عليهالسلام بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه ... وكان في الصحف والشظاظ(٢) والأسيار(٣) والرقاع ... إلى أن قال : فجمعه في ثوب واحد وختمه»(٤).
وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً عليهالسلام : «يا عليّ هذا كتاب الله خذه إليك ، فجمعه عليٌّ عليهالسلام في ثوب ومضى إلى منـزله ، فلمّا قبض النبيٌّ (صلى الله عليه وآله وسلم)جلس عليهالسلام فألّفه كما أنزل الله وكان به عالماً»(٥).
ومعنى التأليف : الجمع ، ومنه قوله تعالى : (... فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)(٦).
والخلاصة : إنّ عليّاً عليهالسلام كان قد كتب القرآن الكريم في حياة
__________________
(١) تفسير القمّي ٢/٤٥١ (سورة الناس) رواها عن أبي بكر الحضرمي عن الإمام الصادقعليهالسلام.
(٢) شظاظ : خشبة عقفاء تدخل في عروتي الجواليق (الوعاء).
(٣) السيار : مجمع السير وهو القدّة المستطيلة من الجلد. والقدُّ هو جلد المعز المشقوق طولاً.
(٤) كتاب سليم بن قيس : ٦٥.
(٥) مناقب ابن شهرآشوب ١/٣١٩ (باب درجات أمير المؤمنينعليهالسلام ، فصل في المسابقة بالعلم).
(٦) سورة آل عمران ٣ : ١٠٣.