فساق اسم عليٍّ عليهالسلام فيمن جمعوا القرآن(١).
وكذلك فعل الخوارزمي في مناقبه فقال : «جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأبيّ بن كعب»(٢).
ولكن علماؤنا اتّفقوا على أنّ علياً عليهالسلام هو أوّل من جمع القرآن وقام بتدقيقه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). والمشهور في مدرسة الصحابة أنّه تأخّر عن بيعة أبي بكر انشغالاً او تشاغلاً بالقرآن.
قال السيّد شرف الدين : «الاجماع قائم على أن ليس لهم في العصر الأوّل تأليف أصلاً ، وأمّا عليّ عليهالسلام وخاصّته فإنّهم تصدّوا لذلك في القرن الأوّل ، وأوّل شيء سجّله أمير المؤمنين عليهالسلام كتاب الله العزيز ، فإنّه بعد الفراغ من أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) آلى على نفسه أن لا يرتدي إلاّ للصلاة أو يجمعه ، فجمعه مرتّباً على حسب ترتيبه في النـزول ، وأشار إلى عامّه وخاصّه ومطلقه ومقيّده ومجمله ومبيّنه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وآدابه وسننه ، ونبّه على أسباب النـزول في آياته البيّنات ، وأوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات»(٣).
آثار صيانة الإمام عليهالسلام للقرآن :
وكانت صيانة القرآن الكريم والاعتناء بسلامته من كلِّ تحريف من مهمّات الإمام عليّ عليهالسلام الرئيسية ، فهو وإن تألّم لما آلت إليه أوضاع المسلمين بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أنّه لم يألُ جهداً في الحفاظ على كتاب
__________________
(١) الفهرس لابن النديم : ٥٧.
(٢) المناقب للخوارزمي : ٩٣ ح ٩١.
(٣) المراجعات : ٤١١ المراجعة ١١٠.