الفصل الثاني
المدارس التفسيرية في التاريخ الإمامي
منذ القرن الرابع وحتّى فجر القرن الخامس عشر الهجري
مقدّمة :
القرآن الكريم كتاب الله المجيد والحبل الممدود من السماء إلى الأرض ، وهو أكبر الثقلين الذين أوصى بهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وأوّل من تمسّك بالقرآن بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته الطاهرين عليهمالسلام ، وصدرت تعليماتهم بذلك فقالوا وهم في مقام مخاطبة المؤمنين : «تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث ، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص»(١).
وصرّح أمير المؤمنين عليهالسلام في قضيّة التحكيم بأنّ العمل بهذا القرآن موقوف على تفسيره وكشف المراد منه ، فقال : «هذا القرآن إنّما هو خطّ مسطور بين الدفّتين لا ينطق بلسان ولابدَّ له من ترجمان وإنّما ينطق عنه الرجال»(٢).
وإذا كان كتاب الله المرشد الصامت فإنّه يحتاج إلى لسان وترجمان يقوم بكشف مراده ، فلم يكن هناك مفرٌّ من أن يقوم العارفون بالمراد من بيانه والكشف عنه ، وهذا البيان هو (التفسير).
__________________
(١) نهج البلاغة ١/٢١٥.
(٢) الإرشاد ١/٢٧١ ، مناقب آل أبي طالب ٢/٣٧٠ ، تاريخ الطبري ٤/٤٨.