قال مصنّف القاموس : «الفسر : الإبانة وكشف المغطّى كالتفسير»(١).
وقال مصنّف مجمع البحرين : «التفسير في اللغة كشف معنى اللفظ وإظهاره ، مأخوذ من الفسر وهو مقلوب السفر ، يقال : أسفرت المرأة عن وجهها إذا كشفته»(٢).
فالمراد من التفسير إذن هو بيان ظواهر الآيات القرآنية على مبنى لغة العرب.
وقد مدح القرآن الكريم قوماً استنبطوا ظواهر ألفاظ القرآن فقال : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(٣) ، وذمّ آخرين لم يتدبّروا في القرآن ولم يدركوا معناه ، فقال :(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا)(٤).
ولكن نزول القرآن بلغة العرب واستخدامه الحقيقة والمجاز والكناية لا يعني أنّ كلّ من يتكلّم العربية قد يدرك معاني القرآن ، بل أنّ في القرآن المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وقد منعنا القرآن الكريم من الحكم على حجّية جميع ظواهر الكتاب المجيد ، فقال : (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرَ مُتَشَابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ...)(٥).
فالمحكمات هنّ أُمّ الكتاب والحجّة التي يرجع إليها ويؤخذ
__________________
(١) القاموس المحيط : مادة فسر.
(٢) مجمع البحرين ٣/٤٠١ (فسر).
(٣) سورة النساء ٤ : ٨٣.
(٤) سورة محمّـد ٤٧ : ٢٤.
(٥) سورة آل عمران ٣ : ٧.