فأوّل من صنّف في التفسير هو عبـد الله بن العبّاس (ت ٦٨ هـ) ، ثمّ استمرّت تفاسير القرآن في المدرسة الإمامية تزدهر على مدى خمسة عشر قرناً ، بذل فيها فقهاء الشيعة مهجهم من أجل الحفاظ على القرآن وإيصال مفاهيمه الواقعية ـ على قدر مقدرتهم العلمية الهائلة ـ إلى المكلّفين.
وسوف نرصد بإذنه تعالى تفاسير المدرسة الإمامية على مدى القرون الماضية ، ونبدأ بمدرسة القرن الأوّل الهجري.
١ ـ مدرسة القرن الأوّل الهجري :
نعِمَ القرن الأوّل الهجري بنعمة نزول القرآن الكريم على صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتنعّم المسلمون بقربهم من عصر النصّ ووجود النبيّ محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين بين ظهرانيهم. وكان العلم في ذلك العصر هو حفظ الرواية بالسماع مباشرة أو بسند صحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ولذلك كان التفسير هو إمّا أن يحفظ الراوي رواية ما تفصّل آية من آيات كتاب الله ، أو أن يأخذ القلم ويضعه في المداد ليكتب الآية الكريمة ويكتب رواية تفسيرها عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحد أئمّة أهل البيت عليهمالسلام. ومع أنّ كتب التأريخ والحديث والرجال تذكر اسماء العديد من الرواة إلاّ أنّها خصّصت اسمين في عالم التفسير ، هما : عبـد الله بن عبّاس وسعيد بن جبير ، وبدرجة أضيق ورد اسم ميثم التمّار في المصنّفات التفسيرية.
عبـد الله بن عبّاس :
قيل : أوّل من صنّف في التفسير كان الصحابي عبـد الله بن العبّاس