(المتوفّى سنة ٦٨ هـ). ذكره ابن النديم في الفهرس في كتب التفاسير وسمّى كتابه كتاب التفسير للإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، وقال : «روى التفسير عن ابن عبّاس : مجاهد بن جبر وهو أبو الحجّاج المقري (ت ١٠٢ أو ١٠٣ هـ) ، وذكر أنّه رواه عن مجاهد حميد بن قيس (المتوفّى زمن الحجّاج) ؛ وأبو نجيح ، ورواه عن أبي نجيح ورقاء وعيسى بن ميمونة»(١).
وابن عبّاس هو عبـد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لازم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حداثته ، وتوفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وله من العمر ثلاث عشرة سنة ، وقيل : خمس عشرة ، وشهد مع عليٍّ عليهالسلام الجمل وصفّين والنهروان(٢) كما ذكره الشيخ المفيد ، ولاّه الإمام علي عليهالسلام البصرة بعد حرب الجمل ، واستمرّ والياً عليها حتّى استشهاد الإمام عليهالسلام في سنة أربعين للهجرة.
وكان ابن عبّاس يقول : «ما أخذتُ من تفسير القرآن فعن عليِّ بن طالب»(٣). قال فيه ابن مسعود قدسسره : «نِعمَ ترجمان القرآن ابن عبّاس»(٤). وكان من تلامذته : سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعكرمة ، وطاووس بن كيسان اليماني ، وعطاء بن أبي رباح(٥).
ليس لابن عبّاس تفسير مطبوع ، ولكن هناك كتاب يُنسب إليه عنوانه تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس جمعه أبو طاهر محمّـد بن يعقوب الفيروزآبادي الشافعي صاحب القاموس المحيط (ت ٨١٧ هـ). قال الشيخ
__________________
(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥١.
(٢) تاريخ بغداد ١/١٨٥ ضمن الترجمة رقم ١٤.
(٣) المحرّر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز ١/٤١.
(٤) المصنّف ٧/٥١٩ ح ٥.
(٥) تهذيب الكمال ١٥/١٥٦ ضمن الترجمة ٣٣٥٨.