الحلّي قدسسره الذي قيل : إنّه وجد بخطّه الشريف أكثر من خمسمائة مجلّد وأنّه صنَّف وألّف في أكثر العلوم الإسلامية.
وهناك بعض من علماء الحلّة من ساعد وساهم في تطوير علوم الإسلام وإنضاجها من خلال الابتكار والإيداع في بعض مجالاتها العلمية والأدبية وكان لهم بها السبق في ذلك على باقي علماء المسلمين والذين شهدوا لهم بهذه الإنجازات المتميّزة ، ومن أمثال هؤلاء العلماء السيّد الفقيه أحمد بن موسى بن طاووس صاحب كتاب حلّ الإشكال في معرفة الرجال ، وهو أوّل من وضع الاصطلاحات الجديدة للإمامية في علم الحديث من صحيح وحسن وموثّق وضعيف ، وكذلك الشيخ تقي الدين الحسن بن داود صاحب كتاب الرجال المشهور الذي سلك فيه استخدام الرموز والأحرف بدل الكلمات والأسماء ، وكان مسلكاً لم يسبقه إليه أحد ، وفي مجالات الفنون الأدبية برز الشيخ صفيّ الدين الحلّي الذي اخترع الموشّح المضمّن وكان له تطويراً متميّزاً لعلم البيان والبديع. قال السيّد حسن الصدر في كتابه الشيعة وفنون الإسلام(١) : «... وأوّل من اخترع الموشّح المضمّن صفيّ الدين الحلّي الشاعر الوحيد المتوفّى سنة (٧٥٠ هـ) لم يسبق إليه ...».
وللتعرّف على مشاركات علماء وأدباء الفيحاء في العلوم والمعارف الإسلامية نذكر هنا بعض هذه العلوم وأبرز من شارك فيها من علماء الحلّة وكما يلي :
في علم الفقه : وهو أشرف العلوم وأكثرها أهمّية في بناء الكيان
__________________
(١) الشيعة وفنون الإسلام : ١١٠.