قال الخاقاني متابعاً : «ولم أجد لأبي عبـد الله بن نما في المطبوعات ما يوضّح سيرته إلاّ نبذة ذكرها ابن الفوطي في تلخيص معجم الألقاب فقال : ولد أبو عبـد الله الحسين بالحلّة في الثلث الأوّل من القرن السادس ونشأ فيها نشأة الأدباء والكتّاب ، ومنها إتقانه في التصرّف والترسّل والحساب ، ثمّ قدم بغداد واستوطنها ، وخدم الدولة العباسية على عهد الخليفة العظيم أبي العبّاس الناصر لدين الله مع الأُمراء ، ومنهم بدر الدولة أبو الحسن علي بن اقسنقر التركي الناصري الأمير أحد مماليك الناصر ...».
وقال ابن النجّار : «هو الحسين بن علي بن نما بن حمدون الكاتب ، من أهل الحلّة السيفية ، له شعر ورسائل دوَّنهما ، والغالب عليها ركاكة الألفاظ وقلّة المعاني ، وكان رافضياً ، وكانت وفاته ببغداد في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة ٦١٨. هو من شعره :
أوميض برق بالأبيرق أومضا |
|
أم ثغرُ غانية بليل قد أضا |
أسكنتم الأجفان فيّاض الحيا |
|
وكسوتم الأحشاء الهوب الفضا |
يا جامعي الأضداد لم لم تجمعوا |
|
سخطاً ممضَّا للفؤاد به الرضا |
زمن الوصال تقوَّضَت أيّامه |
|
ياليت دهر الهجر كان تقوّضا ...» |
أقول :
وصف ابن النجّار شعر المترجم له بالركاكة في الألفاظ وقلّة المعاني وأنّه كان رافضيّاً ، فما علاقة المعتقد بركاكة الشعر وقلّة المعاني؟! ولكن كما يقول المثل القديم : هي شنشنة أعرفها من أخزم ، نعوذ بالله من التعصّب وسوء الظنّ.