صاحب المقامات في المقامة التاسعة والثلاثين بقوله : (أو الأسدي دبيـس) لأنّه كان معاصره فرام التقرّب إليه بذكره في مقاماته ، ولجلالة قدره أيضـاً. وله نظم حسن ، ورأيت العماد الكاتب في الخريدة وابـن المستوفي في تاريخ إربل وغيرهما قد نسبوا إليه الأبيات اللامية :
أسلمه حبُّ سليمانكم |
|
إلى هوىً أيسره القتل |
قالت لنا جند ملاحاته |
|
لمّا بدا ما قالت النمل |
قوموا ادخلوا مسكنكم قبل أن |
|
تحطمكم أعينه النُّجل ...» |
وذكر السمعاني في تاريخه(١) شعراً للأمير دبيس قائلاً : وقرأت في الوشاح : أنشدني أبو الفتوح السرخسي : أنشدني دبيس لنفسه :
حبّ عليِّ بن أبي طالب |
|
للناس مقياس ومعيار |
يخرج ما في أصلهم مثلما |
|
تخرج غشَّ الذهب النار |
وجاء في شذرات الذهب(٢) :
«... وفيها دبيس بن صدقة ملك العرب نور الدولة أبو الأغرّ ولد الأمير سيف الدولة الأسدي صاحب الحلّة ، كان فارساً شجاعاً مقداماً جواداً ممدحاً أديباً كثير الحروب والفتن ، خرج على المسترشد بالله غير مرّة ، ودخل خراسان والشام والجزيرة واستولى على كثير من العراق ، وكان مسعر حرب وجمرة بلاء ، قتله السلطان مسعود بمراغة في ذي الحجّة وأظهر أنّه قتله آخذاً بثأر المسترشد ، فلله الحمد على قتله ، وله نظم حسن ، منه :
تمتّع بأيّام السرور فإنّما |
|
عذار الأماني بالهموم يشيب». |
__________________
(١) تاريخ السمعاني ١ / ٢٣.
(٢) شذرات الذهب ٤ / ٩٠.