لا يأتي فيه بشيء جديد ، ولكن طبيعة اختيار الشخصيّات والنصوص التي يثبتها في كتابه هي المعيار في موازنة التراجم السابقة عن عصر المؤلّف والمعاصرة له.
النشاط الفكري لعلماء الشيعة في البحرين :
أنجبت البحرين مجموعة كبيرة من أعاظم علماء الإمامية في مختلف صنوف المعرفة وتكوّنت أسر علمية توارثت العلم كابراً عن كابر ، فضلاً عن خروج علماء منها ذاع صيتهم في الآفاق أمثال الشيخ ميثم البحراني (ت ٦٧٩ هـ) والسيّد هاشم البحراني (ت ١١٠٩ هـ) والشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ). وغيرهم ممّن خدموا الثقافة والفكر الإسلامي بما أنتجته يراعاتهم من مصنّفات علمية ضخمة ظلّت مورداً لناهلي المعرفة إلى الوقت الحاضر.
شهدت قرى البحرين وضواحيها نهضة فكرية ملحوظة في بدايات القرن الثاني عشر الهجري وآواخر القرن الثامن عشر الميلادي إذ تعرّضت مدن الساحل الشرقي للجزيرة العربية إلى هجمات متكرّرة من قبائل العتوب والعمانيّين ممّا جعلها أماكن للجوء النازحين من الأحساء والقطيف بعد أن اضطهدوا من قبل المحتلّين من العمانيّين بسبب انتمائهم إلى مذهب شيعة أهل البيت عليهم السّلام ، وهذا ممّا جعل البحرين مكاناً لتلاقح الخبرات العلمية ونجد أنّ العصر الذهبي لهذه المنطقة كان في السنوات تلك ، إذ أنّ معظم التراث الفكري لعلماء البحرين قد صنّف في تلك الحقبة.
كان علم الرجال واحداً من صنوف المعرفة التي برع فيها علماء البحرين ، فنجد في ثنايا فهارس الكتب وجود أسماء عديدة لمصنّفات رجالية كتبها علماء البحرين أظهرت مكانة هذا البلد ومقامه العلمي