مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّـد وآله الطيّبين الطّاهرين.
قال الله جلّ شأنُه : (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(١).
وبعد :
فقد ثبت في فنّ العرفان النظريّ أنّ اسم الله تعالى «أجلُّ لفظ في الممكنات ، لأعظم معنى في الموجودات جميعاً ، بَهَتَ في عذوبة لفظه كلّ سالك مجذوب ، وتحيّرَ في عظمة معناه جميعُ أرباب القلوب ، تتدفّقُ المحبّةُ عن الاسم ، فكيف بالمعنى؟ فكأنّ نفس المعنى يتجلّى فيه ويقول : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا)(٢)(٣).
ولذا ، فقد شغل هذا الاسم العظيم أفكار العلماء والعارفين ، فكثر القول فيه ، وتعدّدت الآراء في أصله واشتقاقه ، وكلّ أعرب عن رأيه ، ومن
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٨٠.
(٢) سورة طه ٢٠ : ١٤.
(٣) مواهب الرّحمن في تفسير القرآن : ١٢.