وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥٥)
وقصة فرعون وملئه مع موسى ـ عليهالسلام ـ قد تكررت في سور متعددة ، منها سور : الأعراف ، ويونس ، وهود ، وطه ، والشعراء ، والقصص.
وهنا جاء الحديث عن فرعون وملئه في آيتين ، بين ـ سبحانه ـ ما حل بهم من عذاب ، بسبب تكذيبهم لآيات الله ـ تعالى ـ ، فقال ـ سبحانه ـ : (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ).
والمراد بآل فرعون : أقرباؤه وحاشيته وأتباعه الذين كانوا يؤيدونه ويناصرونه.
والنذر : جمع نذير ، اسم مصدر بمعنى الإنذار ، وجيء به بصيغة الجمع ، لكثرة الإنذارات التي وجهها موسى ـ عليهالسلام ـ إليهم.
أى : والله لقد جاء إلى فرعون وآله ، الكثير من الإنذارات والتهديدات على لسان نبينا موسى ـ عليهالسلام ـ ولكنهم لم يستجيبوا له ...
بل (كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها) أى : بل كذبوا بجميع المعجزات التي أيدنا موسى ـ عليهالسلام ـ بها ، والتي كانت تدل أعظم دلالة على صدقه فيما يدعوهم إليه.
وأكد ـ سبحانه ـ هذه المعجزات بقوله ، كلها للإشعار بكثرتها ، وبأنهم قد أنكروها جميعا دون أن يستثنوا منها شيئا.
وقوله : (فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) بيان لشدة العذاب الذي نزل بهم إذ الأخذ