وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢١)
أى : (اعْلَمُوا) ـ أيها المؤمنون علم استجابة وامتثال لما آمركم به ـ (أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) التي تعيشون فيها ما شاء الله لكم أن تعيشوا .. (لَعِبٌ) واللعب : هو قضاء الوقت في قول أو فعل لا فائدة من ورائه.
(وَلَهْوٌ) واللهو : اسم لفعل أو قول يقصد من ورائه التلذذ والتمتع ، وصرف الآلام والهموم عن النفس.
(وَزِينَةٌ) الزينة اسم لما يتزين به الإنسان من ملبس أو مسكن أو ما يشبههما مما يفعله من أجل أن يكون في أعين الناس مهيبا جميلا.
(وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ) أى : وتفاخر فيما بينكم بالأموال والمناصب والأحساب والأعمال .. وتكاثر في الأموال والأولاد ، والتكاثر تفاعل من الكثرة ـ كما أن التفاخر تفاعل من الفخر ـ وصيغة التفاعل جيء بها هنا ، للمبالغة في إظهار ما يتفاخرون به ، وما يتكاثرون فيه ، حتى لكأنه ينافس غيره في ذلك ويريد الظهور عليه.
والحرص على التفاخر والتكاثر في الأموال والأولاد ، من طبيعة كثير من الناس ، كما قال ـ تعالى ـ : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ).
ثم بين ـ سبحانه ـ حال الحياة الدنيا ، التي يلعب الناس فيها ، ويلهون ويتفاخرون. ويتكاثرون.
فقال : (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ).
أى : هذه الحياة الدنيا حالها وصفتها ومثلها كمثل مطر أعجب الكفار وراقهم وسرهم ، ما ترتب على هذا المطر ، من نبات جميل نبت من الأرض بعد هطول الغيث عليها.
فقوله ـ تعالى ـ : (كَمَثَلِ) خبر لمبتدأ محذوف ، أى : مثلها كمثل مطر.
والمراد بالكفار هنا : الجاحدون لنعم الله ـ تعالى ـ الساترون لها ، وخصوا بالذكر ، لأنهم أشد إعجابا وسرورا وانغماسا في زينة الحياة الدنيا من غيرهم.
وروى عن عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه ـ أن المراد بالكفار هنا : الزراع الذين يزرعون الأرض بعد نزول المطر عليها ، ويبذرون فيها البذور سموا كفارا من الكفر بمعنى