فقال ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ، لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ، وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ، وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ).
٦ ـ ثم وجهت السورة في أواخرها نداء إلى المؤمنين ، أمرتهم فيه بتقوى الله ، ونهتهم عن التشبه بالفاسقين عن أمر الله ، الذين تركوا ما أمرهم به ـ سبحانه ـ ، فكانت عاقبة أمرهم خسرا ..
وختمت بذكر جانب من أسماء الله ـ تعالى ـ وصفاته ، فقال ـ تعالى ـ : (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ، سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ ، لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
٧ ـ وبذلك نرى السورة الكريمة قد طوفت بنا مع بعض مغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومع التشريعات الحكيمة التي شرعها الله ـ تعالى ـ في تقسيم الغنائم ، ومع صور زاهية كريمة من أخلاق المهاجرين والأنصار ، ومع صور قاتمة كريهة من أخلاق المنافقين وإخوانهم من اليهود ..
ومع جانب من أسماء الله ـ تعالى ـ وصفاته ، التي تليق به ـ عزوجل ـ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
الدوحة ـ قطر
صباح الأحد : ٢ من شعبان سنة ١٤٠٦ ه
١٢ / ٤ / ١٩٨٦ م
د. محمد سيد طنطاوى