المقتدر ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرءوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغنى ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد الصبور.
ثم قال الإمام ابن كثير : وسياق ابن ماجة ـ لهذا الحديث ـ بزيادة ونقصان ، وتقديم وتأخير .. والذي عول عليه جماعة من الحفاظ ، أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه ـ أى : ذكر الراوي في الحديث كلاما لنفسه أو لغيره من غير فصل بين ألفاظ الحديث وألفاظ الراوي ـ وأن أهل العلم جمعوا هذه الأسماء من القرآن الكريم.
ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين ، بدليل ما رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إنى عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فىّ حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أعلمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري. وجلاء حزنى ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا».
فقيل يا رسول الله ، أفلا نتعلمها؟ فقال : «بلى ، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها» وذكر أبو بكر بن العربي أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة ألف اسم لله ـ تعالى ـ (١).
وبعد : فهذا تفسير لسورة «الحشر» نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
القاهرة ـ مساء الخميس ٢٢ من شعبان ١٤٠٦ ه
١ / ٥ / ١٩٨٦ م
كتبه الراجي عفو ربه
د. محمد سيد طنطاوى
__________________
(١) راجع تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٥١٥ وج ٨ ص ١٠٦.