وما أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : (ان المغضوب عليهم هم اليهود ، وان الضالين هم النصارى).
وما أخرجه مسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ـ وهو على المنبر ـ : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ألا وأن القوة الرمي.
وما أخرجه الترمذي ... أن يوم الحج الأكبر ، هو يوم النحر.
وأن كلمة التقوى (٥) هي لا اله الا الله.
وما أخرجه أحمد ومسلم عن انس ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «الكوثر نهر أعطانيه ربى فى الجنة (٦)».
وغير هذا كثير مما صح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
«وفى صحيح البخاري كتابان هما : كتاب تفسير القرآن وكتاب فضائل القرآن يشغلان حيزا واضحا من الكتاب ربما كان نحو الثمن منه (٧)».
وقد اختلف العلماء فى المقدار الذي بينه النبي صلىاللهعليهوسلم لأصحابه من القرآن.
فمنهم من ذهب إلى أنه بين لأصحابه كل معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه (٨) ، ومنهم من ذهب إلى أنه لم يبين لأصحابه من معاني القرآن الا القليل (٩) وقد استدل كل فريق لرأيه بعدد من الأدلة (١٠).
والحق أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الكثير من معاني القرآن لأصحابه كما تشهد بذلك كتب الصحاح ، ولم يبين كل معاني القرآن ، لأن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه ، ومنه ما يعلمه العلماء ، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها ، ومنه ما لا يعذر أحد فى جهالته.
قال ابن عباس : (التفسير على اربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها ، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير يعرفه العلماء ، وتفسير لا يعلمه الا الله) (١١).
__________________
(٥) فى قوله تعالى (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) : سورة الفتح : ٢٦.
(٦) الإتقان : ٢ / ١٩١ ـ ٢٠٥.
(٧) دائرة المعارف الاسلامية مادة تفسير : ٥ / ٣٤٩ (تعليق أمين الخولي)
(٨) ابن تيمية : مقدمة فى اصول التفسير : ٥.
(٩) الإتقان : ٢ / ١٧٩.
(١٠) انظر ابن تيمية : مقدمة فى أصول التفسير : ٥ ، والإتقان : ٢ / ٢٠٥.
وفى أدلة الفريق الآخر : انظر القرطبي : ١ / ٣١. والإتقان : ٢ / ١٧٤.
(١١) تفسير ابن جرير الطبري : ١ / ٢٥.