وحكى أبو الرشد (١) في كتاب "الإقناع" أن الأولى أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان.
قال الشاطبي (٢) :
إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ |
|
جهارا من الشيطان بالله مسجلا |
علي ما أتى في النحل يسرا وإن تزد |
|
لربك تنزيها فلست مجهلا |
وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد |
|
ولو صح هذا النقل لم يك مجملا |
فظاهره أن الآية مجملة.
بخلاف في الأصول فروعه |
|
فلا تعد منها باسقا ومظللا |
ومراده بالأصول له : الكتب المطولة ، وإما أصول الفقه ، قلت : وتقدم لابن عرفة.
قال أبو البقاء : الشيطان ، فيقال : من شطن يشطن إذا بعد ، ويقال فيه : شاطن وشيطان وسمي بذلك كل متمرد لبعد عذره ، وقيل : هو ، فيقال : من شاط يشيط إذا هلك.
قال ابن عرفة : ورد هذا مخالفة الاشتقاق ؛ لأن الشيطان فيه النون وشاط لا نون فيه ، والرجيم بمعنى مرجوم وقيل : بمعنى فاعل أي يرجم غيره.
__________________
فقط وهو الذي اختاره أبو عمر في كتابه. وقد ذكر الشافعي في أحكام القرآن هذه الأوجه الثلاثة فقال : " وأحب أن يقول حين يفتتح قبل أم القرآن : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ونصف كلام استعاذ به أجزأه ، وقال في الإملاء : ثم يبتدئ فيتعوذ ويقول : أعوذ بالسميع العليم. أو يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. أو : أعوذ بالله أن يحضرون ؛ لقول الله عزوجل فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ. أحكام القرآن ١/٦٢.
(١) أبو الرشد هو : عبد الجليل بن أبي الحسين بن الفضل أبو الرشد القزويني يعرف بالنصير واعظ أصولي له كلام عذب في الوعظ ومصنفات في الأصول توطن الري. التدوين في أخبار قزوين ٣/١٣١ ، ١٣٢.
(٢) حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع للشاطبي ١/٢٥.