لذا فنحن نقف أمام قرآن ربنا ونقول : كل كتاب يرد فيه الطعن ويؤخذ عليه زيادة أو نقص ، وتأتيه رياح الحاقدين والحاسدين فينهدم ، إلا القرآن العظيم.
وهذا الكتاب هو الوحيد الذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور باقية على الرغم من كثرة أعدائها إلى يوم القيامة إن شاء الله.
فلهذا الكتاب العظيم كتاب الله الكريم ، مكانة عظمى لذا فإن الدهور ستأتي وتنقضي كما انقضت سابقا وهو لا تنتهي عجائبه ، ولذلك اهتم العلماء به ، وبتفسيره.
ونحن هنا نقدم إلى الأمة بأجمعها هذا التفسير ـ وهو تفسير أبي عبد الله بن عرفة ـ الذي لا غنى عنه وهو تفسير يجمع بين العربية وجوانبها وكذلك الفقه المالكي وجوانبه ، فلم يترك ابن عرفة موضعا فيه كلام فقه إلا علق عليه ، ولم يترك كذلك موضعا فيه جوانب لغوية إلا تكلم فيها ، فهو بحق كتاب لا غنى عنه وكما قال علماء التاريخ إن الأمة لم تأت بمثله بعده. فهو حق يقال له.
وقد اعتمدنا في كتابنا هذا على أصل مخطوط وهو بخط ابن عرفة نفسه ، وقد استعنا بثلاث نسخ أخرى لتلاميذ ابن عرفة ولكن الواضح منها أنها منقولة من هذا التفسير أو هذه النسخة التي اعتمدنا عليها وقد اختصرها تلاميذه إلى حد كبير.
علمنا في الكتاب :
أما عملنا في الكتاب فيتمثل في :
١ ـ نسخ المخطوط الأصل.
٢ ـ مطابقة هذا المخطوط الأصل بما نسخ لتدارك الأخطاء.
٣ ـ مطابقة النسخة الأصل بغيرها من النسخ.
٤ ـ ترجمة الأعلام والمشايخ الذين نقل عنهم ابن عرفة.
٥ ـ تعريف بالأماكن والبلدان.
٦ ـ تعريف الكلمات الصعبة من المعاجم اللغوية.
٧ ـ تشكيل ما ألبث من الكلمات.
٨ ـ تخريج الأحاديث وآيات الشواهد.