ـ ١ ـ
سورة فاتحة الكتاب
٢ ـ قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، فيه إثبات الصانع وحدوث العالم واستدل بالافتتاح بها من قال أنها أبلغ صيغ الحمد خلافا لمن ادعى أن الجملة الفعلية أبلغ ، قال البلقيني : اجلّ صيغ الحمد : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. لأنها فاتحة الكتاب وخاتمة دعوى اهل الجنة فتتعين في بر : ليحمدن الله بأجل التحاميد ، خلافا لما في «الروضة» وأصلها عن المتولي : أن أجلها الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي مزيده.
٣ ـ قوله تعالى : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فيه اثبات الصفات الذاتية.
٤ ـ قوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فيه اثبات المعاد.
٥ ـ قوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فيه الإرشاد الى تقديم الخضوع والتذلل على طلب الحاجة. قال أبو طالب الثعلبي في تفسيره : وقد جمع في هذه الآية إبطال الجبر والقدر معا لأنه وصف عباده بأنهم يعبدون فأثبت لهم كسبا وعلمهم الاستعانة ولو كان العبد مستطيعا قبل الإعانة لما احتاج الى الاستعانة فنفى عنهم القدرة فهو كقوله : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ)(١) نفى الخلق وأثبت الكسب ، قال وسائر آيات السور على مناقضة قواعد المعتزلة لأنه بدأ بالتسمية وان جعل الاسم زائدا فمعناه : بالله كانت الكائنات أولا ، لأن العبد إذا كان خالقا لكسبه مستطيعا له لم يكن للاستعانة بالاسم معنى ثم عليهم حمده وقد قبح سيرة من أحب أن يحمد بما لم يفعل ، فدل على أنه الفعال لكل شيء ، ثم أمرهم بالاستعانة وسؤال الهداية ، وعلى زعمهم لا حاجة إليها وإلى الهدى لأنه قد هداهم بالدعوة وبيان الأدلة وليس الهدى على زعمهم خلق المعرفة ، ففاتحة الكتاب شاهدة عليهم. وقال القاضي البيضاوي : الضمير المستكن في نعبد ونستعين
__________________
(١) سورة الأنفال : ١٧.