حكام تلك الأقاليم لها.
وهكذا فقد انضمت إلى العراق مراكز أخرى للحياة العلمية والفكريّة : كمصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس ، وتميّز جنوبي بلاد فارس ، ومنه [أصبهان] موطن [الراغب] ، التي كانت تسمّى [عش العلماء] لكثرتهم فيها والرّي وخراسان وما وراء النهر بنهضة علمية قوية في ذلك العصر (١) ؛ ففي الشام اجتمع في بلاط سيف الدولة الحمداني من الشعراء : المتنبي ، وابن نباتة ، والسعدي ، وأبو فراس الحمداني ، وأبو الفرج الببغاء ، والسري الرفاء ، ومن اللغويين ابن خالويه وابن جني (٢). وقام أبو الفرج الأصفهاني بتقديم كتابه الشهير : الأغاني ، لسيف الدولة (٣) لمعرفته بتشجيعه للأدباء ومن في حكمهم ، وإلى جانب الشعراء والأدباء وأهل اللغة ، اجتمع في بلاط سيف الدولة كبار الفلاسفة كالفارابي ، والأطباء الذين بلغوا أربعة وعشرين طبيبا كما ذكر ابن أصيبعة ، مما جعل بلاطه أزهى بلاط في عصره» (٤).
وفي المقابل كان للبويهيين في العراق وبلاد فارس أثر كبير في النهضة العلمية في مجال التأليف والتدريس ، وكانت [الرّي] عاصمة للقسم الشمالي من بلاد فارس في العهد البويهي ، والذي يضم
__________________
(١) انظر : ظهر الإسلام ، لأحمد أمين ، (١ / ١٦١ ـ ٣١٠).
(٢) انظر : تاريخ الأدب العباسي ، نيكلسون ، ص (٤١).
(٣) انظر : المصدر السابق ، نفس الصفحة.
(٤) انظر : ظهر الإسلام ، أحمد أمين ، (١ / ١٨٦ ، ١٨٧).