خبر جديد عن الراغب يعثر عليه الباحث ـ الذي أطال النظر والبحث فيما كتب عن الراغب ـ يحمل علامة استفهام كبيرة ، وهذا ما حصل إزاء ما ذكر محقق كتاب «الذريعة إلى مكارم الشريعة» (١) للراغب الأصفهاني من أن الراغب قد ولي القضاء مكرها عليه ، وأقام ببغداد خمس سنين واستقر بمرسية واستقضى فيها ، ثم استعفى ، وخرج منها فارّا إلى المرية ، فأقام بها وقبل قضاءها على كره ، ولما كانت وقعة «قتندة» بثغر الأندلس شهدها غازيا واستشهد فيها» (٢) وقد أحال الباحث توثيقا لهذه المعلومة إلى «الأعلام» للزركلي ، إلا أن الرجوع إلى «الأعلام» أوصل إلى نتيجة مفادها أن هذه المعلومات لا تخصّ الراغب الأصفهاني من قريب أو بعيد ، بل تتعلق بالحسين بن محمد ابن سكّرة المتوفى سنة ٥١٤ ه» (٣).
وقد وقع محقق كتاب «مجمع البلاغة» للراغب في وهم آخر حيث ذكر في كتاب له بعنوان «الراغب الأصفهاني وجهوده في اللغة والأدب» أنه وجد على الورقة الأولى من مخطوط «حل متشابهات القرآن» ، كلاما لكاتب وصفه بالمتسرّع ، وفيه أنّ المؤلف ـ أي الراغب ـ هو
__________________
(١) هو الدكتور : أبو اليزيد العجمي ، وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى بتحقيقه عن دار الصحوة بالقاهرة عام ١٤٠٥ ه. وانظر طبعات الكتاب ص (٨٠) من هذه الرسالة.
(٢) المصدر السابق ، ص (٢١).
(٣) انظر : الأعلام ، للزركلي ، (٢ / ٢٥٥). وقد حذف الدكتور أبو اليزيد العجمي هذا الخبر من الطبعة الثانية لكتاب «الذريعة إلى مكارم الشريعة» التي صدرت عن دار الصحوة بالقاهرة عام ١٤٠٨ ه ، إلا أنه فات عليه أن يحذف ما يشير إلى هذا النقل في ص ٢٥ ، فقد قال : «أما مكان وفاته وكيف انتهت حياته فلم يتعرض لها سوى العاملي ..» وسوى صاحب الأعلام حيث ذكر كما سبق «ولما كانت وقعة قتندة بثغر الأندلس شهدها غازيا واستشهد فيها».