الدينار (دين أورد) أي الدين أتى به والدين فارسية معربّة» (١).
ويظهر أثر التدين وخشية الله تعالى واضحا في شخصية الراغب الأصفهاني ، فمن ذلك أنه ذكر أن «عمر بن عبيد الله قال لرجل : عظني ، فقال : قد قطعت عامّة سفرك ، فإن استطعت أن لا تضل في آخره فافعل» ، ثم قال الراغب معلقا : وأنا أقول : قد ضللت عامّة سفري ، فإن لم يهدني الله فويل لي ، ختم الله لي بخير ولمن كتب وقرأ» (٢).
ومن ذلك أنه ختم كتابه «الذريعة إلى مكارم الشريعة» بالعبارة التالية : «فنرغب إليه تعالى أن يجعلنا برحمته ممن ائتمر لنبيه عليهالسلام حيث قال : «اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك» (٣) ، فما أعظم في القيامة الحسرة والندامة إن لم يتغمدني الله برحمته التي وسعت كل شيء ، فسهّل يا رب المجاز ، ويسّر لي الجواز ، فقد حان حصادي ، وإن لم يصلح فسادي ، ولم يحصل رشادي» (٤).
أوهام حول حياة الراغب :
بالنظر إلى شح الأخبار التي تتناول حياة الراغب الأصفهاني ، وتفيد الباحث بأي معلومة ولو صغرت حول شخصيته ، فإنّ كل
__________________
(١) انظر : الذريعة إلى مكارم الشريعة ، ص (٣٨٨).
(٢) انظر : محاضرات الأدباء ، للراغب (٢ / ٤٠٦).
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (٤ / ٣٠٦) عن ابن عباس ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٤ / ١٤٨) عن عمرو بن ميمون الأودي مرسلا. والحديث صححه الألباني وهو في صحيح الجامع الصغير رقم (١٠٨٨).
(٤) انظر : الذريعة إلى مكارم الشريعة ، ص (٤٢٦).