المطلب الثالث
وفاته
حين يصل البحث في حياة الراغب الأصفهاني إلى : وفاته فإنه يصطدم بالاضطراب الشديد في تحديد تاريخ وفاته ، لدرجة لا يمكن التوفيق فيها بين الأقوال المتعارضة ، التي يصل الاختلاف بينها إلى قرن كامل من الزمان!!
ففي حين يذكر السيوطي في «بغية الوعاة» أن وفاته كانت في أوائل المائة الخامسة (١) ، أي في حدود الفترة من ٤٠٠ إلى ٤١٠ ه تقريبا ، نجد صاحب «كشف الظنون» يذكر أن وفاته كانت في سنة ٥٠٢ ه (٢) ، ويوافقه على ذلك كلّ من «بروكلمان» (٣) و «خير الدين الزركلي» (٤) و «عمر رضا كحالة» (٥) و «الخوانساري» (٦) و «عباس القمّي» (٧) و «أغا بزرك الطهراني» (٨) ...
__________________
(١) انظر : بغية الوعاة ، ص ٣٩٧).
(٢) انظر : كشف الظنون ، حاجي خليفة (٢ / ١٧٧٣) ، عند ذكره لكتاب «مفردات القرآن» ، وعند ذكر «تفسير الراغب» و «تفصيل النشأتين» ، عاد ليذكر أن وفاته كانت في رأس المائة الخامسة. (٢ / ٤٨٨ و ١ / ٣١٧).
(٣) انظر : تاريخ الأدب العربي (٣ / ٢٠٩).
(٤) انظر : الأعلام (٢ / ٢٥٥).
(٥) انظر : معجم المؤلفين (٤ / ٥٩).
(٦) انظر : روضات الجنات (٣ / ١٩٧).
(٧) انظر : «الكنى والألقاب» لعباس القمّي ، (٢ / ٢٤).
(٨) انظر : «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» (٢٠ / ١٢٨) ، ويظهر التناقض جليّا حين يورد تواريخ متضاربة لوفاته في مواضع أخرى من كتابه حيث ذكر في : (٨ / ٩٥) ، أن وفاته كانت سنة ٣٢٢ ه ، وهذا قول لم يسبق إليه مطلقا ، وفي : (١ / ٢٨) ، ينقل عن كتاب «أخبار البشر» أنه توفي سنة ٥٦٥ ه.