فحينئذ نجزم بأن الراغب الأصفهاني قد تعدّى سنّ الشباب ، ووصل إلى سن الكهولة قبل سنة ٤٠٩ ه ، بدليل تصنيفه لكتاب «الذريعة» ، ومن قبله كتاب «تحقيق البيان في تأويل القرآن» قبل كتابه «المفردات» ، الذي عثر الأستاذ محمد عدنان الجوهرجي (١) على نسخة خطيّة له ، بينما كان يفهرس مكتبة الأستاذ محمد لطفي الخطيب أحد هواة جمع الكتب والمخطوطات النادرة في دمشق ، وقد وصفها بأنها «بحالة جيّدة» ، أما الخط فهو مهمل التنقيط أحيانا ، وقد وقفت هذه النسخة «سميحان بنت السلطان سليم الأوّل» على مكتبة مسجد أبي أيوب الأنصاري ، وكانت سنة الوقف عام ٩٧١ ه ، والصفحة الأخيرة من الكتاب جاء فيها : «تم الكتاب بحمد الله وحسن توفيقه ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على النبي محمد وآله أجمعين ، وحسبنا الله وحده ونعم المعين ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم».
«وفي محرم من شهور سنة تسع وأربع مائة» ثم هناك سماع في الصفحات الأخيرة من الكتاب كتبت سنة ٥١٢ ه.
__________________
(١) انظر : مقال بعنوان «رأي في تحديد عصر الراغب الأصفهاني» نشر بمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ، يناير ١٩٨٦ م.