وفي حين أن الراغب قد ذكر ابن مسكويه في أحد كتبه (١) فإن ابن مسكويه المتوفى سنة (٤٢١ ه) (٢) لم يذكر الراغب في مصنفاته.
وأبو منصور الثعالبي المتوفى سنة (٤٢٩ ه) (٣) ، الذي صنف كتابا فريدا يؤرّخ فيه للأدب في عصره هو «يتيمة الدهر» ، ومع ذلك لم يذكر أحد أشهر أدباء عصره صاحب «المحاضرات» و «مجمع البلاغة».
وأبو الحسن الماوردي المتوفى سنة (٤٥٠ ه) (٤) صاحب التصانيف المشهورة في الأخلاق والآداب و «أدب الدنيا والدين» و «الأحكام السلطانية» ، لا يذكر الراغب الأصفهاني ولا شيئا من كتبه في الأخلاق والحكمة ، مثل : «الذريعة إلى مكارم الشريعة» و «تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين».
وعلى الرغم من أن هذه المؤشرات لا تكفي للترجيح في مثل هذه المسألة ، إلا أن عبارة الذهبي التي تنص على أن الراغب الأصفهاني كان حيّا في حدود سنة (٤٥٠ ه). ويمكن أن تعدّ أقرب ما قيل في هذه القضية ، ولا سيما أنها لا تتعارض مع أدلة أصحاب القول الثاني المرجح ، بأن وفاته كانت في أوائل المائة الخامسة ، وهي تفسّر لنا بطريقة منطقية أسباب عدم ذكر الراغب في المصنفات ، التي تترجم لأمثاله بسبب أن أصحابها قد توفوا قبل وفاة الراغب الأصفهاني. والله أعلم.
__________________
(١) انظر : مجمع البلاغة ، ص (٣٤٤).
(٢) انظر : معجم الأدباء (٢ / ٤٩).
(٣) انظر : البداية والنهاية (١٢ / ٤٧).
(٤) انظر : المصدر السابق (١٢ / ٨٥).