لقد حاول أحد الباحثين (١) أن يؤكد أن المقصود هو : الأستاذ الرئيس أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبّي ، المتوفى سنة ٣٩٩ ه ، والذي تولّى الوزارة لفخر الدولة البويهي بعد وفاة الصاحب بن عبّاد سنة ٣٨٥ ه (٢). واستند في ذلك على أن الراغب أورد بيتا في «مجمع البلاغة» ، ونسبه ل : «الأستاذ الرئيس أحمد بن إبراهيم» ، وذلك عند ذكره لهذا البيت :
لا تحسبنّ دموعي البيض غير دمي |
|
وإنما نفسي الحامي يصعّده (٣) |
ومن الواضح أن هذا الاستنتاج لا يعدو الظنّ والتخمين ، الذي لا يرقى إلى درجة رجحان الظن وغلبته ، ذلك أن لقب : (الأستاذ الرئيس) ليس حكرا على أبي العباس أحمد بن إبراهيم الضبّي ، بل كان غيره يلقّب به أيضا ، لما فيه من الإشارة لمعنى العلم ـ المنصوص عليه بكلمة : الأستاذ ـ والقيادة ـ المنصوص عليها بكلمة الرئيس ـ ومع علم هذا الباحث بذلك بدلالة قوله :
«ولقد عرف هذا اللقب لغير هذا الوزير أيضا ، إذ كان أبو الفضل ابن العميد ، كبير وزراء بني بويه ، يلقّب بالأستاذ الرئيس» (٤).
ويبدو أن كلمة «الأستاذ» كانت ذات دلالة على منصب مرموق في الحكم ، وبذلك يكنى المتنبي عن كافور ، وهو يمدحه ، وقد عرف بالأستاذ :
__________________
(١) هو الدكتور عمر الساريسي. انظر : الراغب الأصفهاني وجهوده في اللغة والأدب ، ص (٣٥).
(٢) انظر : معجم الأدباء ، لياقوت الحموي (٢ / ١٠٥).
(٣) انظر : مجمع البلاغة ، ص (٢ / ٦٨١).
(٤) انظر : وفيات الأعيان (٥ / ١٠٤) وفيه : «وكان يقال له : الأستاذ» ولم أجد ذكر الرئيس.