قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١١) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (٧) (٨) [القصص : ٢٨ / ٧ ـ ١٣].
كان إقدام فرعون على تذبيح صبيان بني إسرائيل ، لأنه ـ كما قال قتادة ـ قال له كهنته وعلماؤه : إن غلاما لبني إسرائيل يفسد ملكك ، فرأى أن يقطع نسلهم ، فصار يذبح عاما ، ويستحيي عاما ، فولد هارون عليهالسلام في عام الاستحياء ، وولد موسى عليهالسلام في عام الذّبح ، أي إن فرعون ـ كما قال ابن عطية ـ طمع بجهله أن يردّ القدر.
وابتدأت القصة ، بذكر نعمة الله على موسى عليهالسلام ، فيما معناه : وألهمنا أمّ موسى إرضاعه فترة زمنية ، فأرضعته ثلاثة أو أربعة أشهر. كما يقال ، فإذا خفت عليه من القتل ، فألقيه في بحر النّيل ، ولا تخافي عليه من الغرق والضياع ، ولا تحزني على فراقه ، إنّا سنردّه عليك لتكوني أنت مرضعته ، وسنجعله نبيّا مرسلا إلى قومه بني إسرائيل.
فلما ألقي موسى في نيل مصر ، مرّ أمام قصر فرعون ، فالتقطه آل فرعون (أهله) من أجل معرفة ما في التابوت ، وآثروا تبنّيه وتربيته ، دون أن يدروا بمصيره ، فكانت عاقبة أمره والتقاطه أن يصير موسى عليهالسلام بعد النّبوة والكهولة عدوّا لهم ،
__________________
(١) مسرة وفرح.
(٢) خاليا من كل شيء عدا موسى.
(٣) لتصرّح ببنوّته.
(٤) أي ثبّتناها.
(٥) تتبّعي أثره وخبره.
(٦) مكان بعيد.
(٧) يربّونه.
(٨) تسرّ وتفرح بولدها.