والجماعات ، ومساعدة العاجز ، والإحسان إلى الخلق ونحو ذلك.
فإياك نعبد : التزام لأحكام هذه الأربعة ، وإقرار بها ، و «إياك نستعين» طلب للاعانة عليها والتوفيق لها ، و (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) متضمن للتعريف بالأمرين على التفصيل ، وإلهام القيام بهما ، وسلوك طريق السالكين إلى الله بهما
فصل
وجميع الرسل إنما دعوا إلى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وعبادته ، من أولهم إلى آخرهم. فقال نوح لقومه ٧ : ٥٩ (اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) وكذلك قال هود وصالح وشعيب ٧ : ٦٥ ، ٧٣ ، ٨٥ وإبراهيم. قال الله تعالى : ١٦ : ٣٦ (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) وقال ٢١ : ٢٥ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) وقال تعالى : ٢٣ : ٥١ ، ٥٢ (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ، وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ).
فصل
والله تعالى جعل العبودية وصف أكمل خلقه ، وأقربهم إليه. فقال : ٤ : ١٧٢ (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ، وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ. وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) وقال ٤٠ : ٦٠ (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) وهذا يبين أن الوقف التام في قوله ٢١ : ١٩ (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) هاهنا ، ثم يبتدئ (وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) فهما جملتان تامتان مستقلتان : أي إن له من في السموات ومن في الأرض عبيدا وملكا. ثم