والحشر : الجمع والإحضار.
وقوله تعالى : (وَبِئْسَ الْمِهادُ) : يعني : جهنّم ؛ هذا ظاهر الآية ، وقال مجاهد : المعنى : بئس ما مهدوا لأنفسهم (١).
قال ع (٢) : فكان المعنى : وبئس فعلهم الذي أدّاهم إلى جهنّم.
وقوله تعالى : (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ...) الآية تحتمل أن يخاطب بها المؤمنون ؛ تثبيتا لنفوسهم ، وتشجيعا لها ، وأن يخاطب بها جميع الكفّار ، وأن يخاطب بها يهود المدينة ، وبكلّ احتمال منها قد قال قوم ، وقرىء شاذّا : «ترونهم» ؛ بضم التاء (٣) ؛ فكأن معناها أنّ اعتقاد التضعيف في جمع الكفّار ؛ إنما كان تخمينا وظنّا لا يقينا ، وذلك أنّ «أرى» ؛ بضم الهمزة : تقولها فيما بقي عندك فيه نظر ، وأرى ؛ بفتح الهمزة : تقولها في ما قد صحّ نظرك فيه ، ونحا هذا المنحى أبو الفتح (٤) ، وهو صحيح ، والمراد بالفئتين : جماعة المؤمنين ، وجماعة الكفّار ببدر.
قال ع (٥) : ولا خلاف أن الإشارة بهاتين الفئتين هي إلى يوم بدر ؛ و (يُؤَيِّدُ) : معناه يقوّي ؛ من «الأيد» ، وهو القوّة.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ
__________________
ـ رقم (٦٦٦٣) ، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٣ / ١٧٣ ـ ١٧٤). كلهم من طريق محمد بن أبي محمد مولى زيد ، عن سعيد بن جبير ، أو عكرمة عن ابن عباس به.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ١٦) ، وزاد نسبته إلى ابن إسحاق ، وفاته أن يعزوه إلى أبي داود.
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ١٩٢) برقم (٦٦٦٨) ، وذكره الماوردي في «تفسيره» (١ / ٣٧٤) ، وابن عطية في «تفسيره» (١ / ٤٠٦)
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (١ / ٤٠٦)
(٣) وقرأ بها أبان عن عاصم ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، كما في «المحرر الوجيز» (١ / ٤٠٦) ، و «البحر المحيط» (٢ / ٤١١). وقد نسبها ابن جني في «المحتسب» (١ / ١٥٤) إلى ابن عباس ، وطلحة بن مصرف ، وقال : قراءة حسنة.
(٤) أبو الفتح عثمان بن يزيد بن جني ، من حذاق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف ـ تلمذ على أبي علي الفارسي ، من تصانيفه «الخصائص» ، «سر صناعة الإعراب» ، «المحتسب» ، «اللمع» مات سنة ٣٩٢ ه.
ينظر : «بغية الوعاة» (٢ / ١٣٢)
(٥) ينظر «المحرر الوجيز» (١ / ٤٠٧)