وامرأته خولة (١) ، وقال مجاهد : نزلت بسبب أبي السّنابل (٢) وامرأته (٣) ، ولفظ ابن العربيّ في «أحكامه» (٤) : قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ...) الآية : قالت عائشة (رضي الله تعالى عنها) : هي المرأة تكون عند الرجل ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها ، فتقول له : أجعلك من شأني في حلّ ، فنزلت الآية ، قال الفقيه أبو بكر بن العربيّ : فرضوان الله على الصّدّيقة المطهّرة ، لقد وفّت بما حمّلها ربّها من العهد في قوله تعالى : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ) [الأحزاب : ٣٤] انتهى.
وقوله تعالى : (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) لفظ عامّ مطلق يقتضي أنّ الصّلح الحقيقيّ الذي تسكن إليه النفوس ، ويزول به الخلاف خير على الإطلاق ، ويندرج تحت هذا العموم أنّ صلح الزوجين / على ما ذكرنا ـ خير من الفرقة.
وقوله تعالى : (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) معذرة عن عبيدة تعالى ، أي : لا بدّ للإنسان بحكم خلقته وجبلّته من أن يشحّ على إرادته حتى يحمل صاحبه على بعض ما يكره ، وخصّص المفسّرون هذه اللفظة هنا.
__________________
ـ إلى أن مات بها. وصلّى عليه ابن عمر. توفي سنة (٧٤) وله (٨٦ سنة).
تنظر ترجمته في : «أسد الغابة» (٢ / ١٩٠) ، «الإصابة» (٢ / ١٨٦) ، «الثقات» (٣ / ١٢١) ، «تجريد أسماء الصحابة» (١ / ١٧٣) ، «الاستيعاب» (٢ / ٤٧٩) ، «العبر» (١ / ٨٣) ، «الاستبصار» (٢٤٠) ، «عنوان النجابة» (٨٠) ، «الكاشف» (١ / ٣٠) ، «التحفة اللطيفة» (٢ / ٥٠) ، «الرياض المستطابة» (٦٩)
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٢ / ٣٠٧) برقم (١٠٦٠٥) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٢ / ١١٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٤١١) ، وعزاه للشافعي ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، والبيهقي عن سعيد بن المسيب.
(٢) أبو السنابل بن بعكك : بموحدة ثم مهملة ثم كافين ، بوزن جعفر ، ابن الحارث بن عميلة ، بفتح أوله ، ابن السباق ، ابن عبد الدار القرشي العبدري ، واسمه صبّة ، بموحدة ، وقيل : بنون.
قال البغويّ : سكن الكوفة ، وقال البخاري : لا أعلم أنه عاش بعد النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : روى عنه الأسود بن يزيد النخعي ، وزفر بن أوس بن الحدثان النصري.
وقال ابن سعد وغيره : أقام بمكة حتى مات ، وهو من مسلمة الفتح ، وأخرج حديثه التّرمذيّ ، والنّسائيّ ، وابن ماجة ، كلّهم من رواية منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود عنه في قصة سبيعة.
ينظر : «الإصابة» (٧ / ١٦١) ، «الكنى والأسماء» (٣٢١١) ، «تفسير الطبري» (٩ / ١٠٦٠١) ، «تهذيب التهذيب» (١٢ / ١٢١) ، «تقريب التهذيب» (٢ / ٤٣١)
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٤ / ٣٠٨) برقم (١٠٦٠٦) ، وذكره ابن عطية (٢ / ١١٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٤١٢) ، وعزاه لابن جرير.
(٤) ينظر : «أحكام القرآن» (١ / ٥٠٣)