النوويّ : بلغنا عن ابن عبّاس ؛ أنه قال : «إنّما يحفظ الرّجل على قدر نيّته» ، وقال غيره : إنما يعطى الناس على قدر نيّاتهم. انتهى.
__________________
ـ امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه».
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. ا ه.
وقال أبو نعيم : هذا الحديث من صحاح الأحاديث وعيونها. ا ه.
وقال ابن عساكر : هذا حديث صحيح من حديث أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب ، وثابت من حديث علقمة بن وقاص الليثي لم يروه عنه غير أبي عبد الله محمد بن إبراهيم التيمي ، واشتهر عنه برواية أبي سعد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني القاضي ، وهو ممن انفرد به كل واحد من هؤلاء عن صاحبه ، ورواه عن يحيى العدد الكثير والجم الغفير. ا ه.
قال الحافظ في «التلخيص» (١ / ٥٥) : وقال الحافظ أبو سعيد محمد بن علي الخشاب : رواه عن يحيى بن سعيد نحو من مائتين وخمسين إنسانا ، وقال الحافظ أبو موسى : سمعت عبد الجليل بن أحمد في المذاكرة يقول : قال أبو إسماعيل الهروي عبد الله بن محمد الأنصاري : كتبت هذا الحديث عن سبعمائة نفر من أصحاب يحيى بن سعيد قلت ـ أي الحافظ ـ : تتبّعته من الكتب والأجزاء حتى مررت على أكثر من ثلاثة آلاف جزء ، فما استطعت أن أكمل له سبعين طريقا ، وقال البزار ، والخطابي ، وأبو علي بن السكن ، ومحمد بن عتاب ، وابن الجوزي ، وغيرهم : إنه لا يصح عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلا عن عمر بن الخطاب ... ا ه.
قلنا : وقد روى هذا الحديث غير يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، أخرجه ابن عدي في «الكامل» (٣ / ١٣٦) من طريق الربيع بن زياد أبو عمرو الضبي ، عن محمد بن عمرو ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن وقاص ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ؛ فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه».
قال ابن عدي : وهذا الأصل فيه يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم ، وقد رواه عن يحيى أئمة الناس ، وأما عن محمد بن عمرو ، عن محمد بن إبراهيم لم يروه عنه غير الربيع بن زياد ، وقد روى الربيع بن زياد عن غير محمد بن عمرو من أهل المدينة بأحاديث لا يتابع عليها ا ه.
وفي الباب عن جماعة من الصحابة وهم : أبو سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو هريرة ، وهزال بن يزيد الأسلمي.
١ ـ حديث أبي سعيد الخدري :
أخرجه الخليلي في «الإرشاد» (١ / ٢٣٣) ، والدار قطني في «غرائب مالك» ، والحاكم في «تاريخ نيسابور» ، كما في «تخريج أحاديث المختصر» لابن حجر (٢ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٦ / ٣٤٢) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٧٧٣) ، كلهم من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه» قال الخليلي : وعبد المجيد قد أخطأ في هذا الحديث الذي يرويه عن مالك في الحديث الذي يرويه مالك ، والخلق عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهو غير محفوظ ـ