قال : «ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدّرجات : إسباغ الوضوء عند المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة ، فذلكم الرّباط ، فذلكم الرّباط ، فذلكم الرّباط» (١).
قال أبو عمر في «التمهيد» : هذا الحديث من أحسن ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في فضائل الأعمال.
قال صاحب «كتاب العين» : الرّباط : ملازمة الثّغور ، قال : والرّباط مواظبة الصلاة أيضا انتهى.
والغسل ، في اللغة (٢) : إيجاد الماء في المغسول ، مع إمرار شيء عليه كاليد ، والوجه
__________________
(١) أخرجه مسلم (١ / ٢١٩) في الطهارة : باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره (٤١ / ٢٥١) ، والترمذي (١ / ٧٢ ـ ٧٣) في أبواب الطهارة : باب ما جاء في إسباغ الوضوء (٥١) ، والنسائي (١ / ٨٩) في الطهارة : باب الفضل في إسباغ الوضوء ، وابن ماجة (١ / ١٤٨) في الطهارة : باب ما جاء في إسباغ الوضوء (٤٢٨) ، وأحمد (٢ / ٢٧٧ ، ٣٠٣) ، وأبو عوانة في «المسند» (١ / ٢٣١) ، وأبو يعلى (٦٥٠٣) ، وابن خزيمة (١ / ٦) برقم (٥) ، ومالك (١ / ١٦١) في قصر الصلاة في السفر (٥٥) ، والبغوي في «شرح السنة» (١ / ٢٥١) برقم (١٤٦) من حديث أبي هريرة ، وقال الترمذي : حسن صحيح.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري رواه ابن ماجة في المصدر السابق (٤٢٧) ، وفي المساجد : باب المشي إلى الصلاة (٧٧٦) ، وأحمد (٣ / ١٦) ، والدارمي (١ / ١٧٧ ، ١٧٨) في الوضوء : باب ما جاء في إسباغ الوضوء ، وابن خزيمة برقم (١٧٧ ، ٣٥٧) ، وابن حبان (٣٩٤) ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ١٩١ ـ ١٩٢) ، وأبو يعلى (١٣٥٥) ، وعبد بن حميد في مسنده (٩٨٤).
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢ / ٩٥ ـ ٩٦) : رواه أحمد بطوله ، وأبو يعلى أيضا ... وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، وفي الاحتجاج به خلاف ، وقد وثقه غير واحد. وفي الباب أيضا عن جابر رواه البزار (١ / ٢٢٣) برقم (٤٤٩ ، ٤٥٠) ، وابن حبان (١٦١ ـ موارد).
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢ / ٤٠) : رواه البزار ... وإسناد الأول فيه شرحبيل بن سعد ، وهو ضعيف عند الجمهور. وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وأخرج له في «صحيحه» هذا الحديث ، وإسناد الثاني فيه يوسف بن ميمون الصباغ ، ضعفه جماعة ، ووثقه ابن حبان ، وأبو أحمد بن عدي ، وقال البزار : صالح الحديث.
(٢) قال الجوهريّ : غسلت الشيء غسلا بالفتح ، والاسم الغسل بالضم : ويقال : غسل : كعسر وعسر. قال الإمام أبو عبد الله بن مالك في «مثلثه» : والغسل ، يعني بالضم : الاغتسال ، والماء الذي يغتسل به. وقال القاضي عياض : الغسل بالفتح : الماء.
والغسل : الإسالة ، والغسالة : ما غسلت به الشيء ، والغسول : الماء الذي يغتسل به ، وكذلك المغتسل ، والمغتسل أيضا : الذي يغتسل فيه. والغسل بالكسر : ما يغسل به الرّأس من خطميّ وغيره ، ومنه الغسلين ، وهو ما انغسل من لحوم أهل النّار ودمائهم. ـ