ما واجه النّاظر وقابله ، والنّاس كلّهم على أنّ داخل العينين لا يلزم غسله إلا ما روي عن ابن عمر ؛ أنه كان ينضح (١) الماء في عينيه (٢). واليد لغة تقع على العضو من المنكب إلى أطراف الأصابع ، وحدّ الله سبحانه موضع الغسل منه ؛ بقوله : (إِلَى الْمَرافِقِ).
واختلف العلماء ، هل تدخل المرافق في الغسل أم لا ، وتحرير العبارة في هذا المعنى : أن يقال : إذا كان ما بعد إلى ليس مما قبلها ، فالحدّ أول المذكور بعدها ، وإذا كان ما بعدها من جملة ما قبلها / ، فالاحتياط يعطي أنّ الحدّ آخر المذكور بعدها ؛ ولذلك يترجّح دخول المرفقين في الغسل ، والروايتان عن مالك ، قال ابن العربيّ في «أحكامه» (٣) ، وقد روى الدار قطنيّ وغيره عن جابر بن عبد الله : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، لمّا توضّأ أدار الماء على مرفقيه (٤). انتهى.
__________________
ـ وفي «المغرب» : غسل الشيء : إزالة الوسخ ونحوه عنه ، بإجراء الماء عليه. والغسل بالضّم : اسم من الاغتسال ، وهو غسل تمام الجسد ، واسم للماء الذي يغتسل به أيضا.
ينظر : «الصّحاح» (٥ / ١٧٨١) ، «تهذيب اللغة» (٨ / ٣٥ ، ٣٦) ، «لسان العرب» (٥ / ٣٢٥٦ ، ٣٢٥٧).
واصطلاحا :
عرفه الحنفيّة بأنه : غسل البدن.
وعند الشافعية : سيلان الماء على جميع البدن.
وعند المالكية : إيصال الماء لجميع الجسد بنيّة استباحة الصّلاة مع الدّلك.
وعند الحنابلة : استعمال ماء طهور في جميع بدنه ، على وجه مخصوص.
ينظر : «الدرر» (١ / ١٧) ، «الحرشي» (١ / ١٦١) ، «كشاف القناع» (١ / ١٣٩)
(١) أصل النضح : الرّشح ، وهو هنا الرش ، يعني كان يغسل باطن عينيه بالماء.
ينظر : «النهاية» (٥ / ٧٠) ، و «لسان العرب» (٤٤٥٠)
(٢) ذكره ابن عطية (٢ / ١٦١)
(٣) ينظر : «أحكام القرآن» (٢ / ٥٦٧)
(٤) أخرجه الدار قطني (١ / ٨٣) كتاب «الطهارة» ، باب وضوء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حديث (١٥) ، والبيهقي (١ / ٥٦) كتاب «الطهارة» ، كلاهما من طريق عباد بن يعقوب ، عن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عقيل ، عن جده عن جابر به.
قال الدار قطني : ابن عقيل ليس بقوي.
وقال الزيلعي في «تخريج الكشاف» (١ / ٣٨٣).
وهو حديث ضعيف ، فعباد بن يعقوب : هو الرواجني ، متكلم فيه ، روى عنه البخاري مقرونا بآخر ، وقال ابن حبان فيه : رافضي داعية ، يروي المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك. انتهى.
وعبد الله بن محمد بن عقيل أيضا فيه مقال ، وكذلك ابن ابنه القاسم بن محمد بن عبد الله بن عقيل ، قال فيه ابن معين : ليس بشيء ، وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه قال : كان متروك الحديث ، وذكر عن أبي زرعة أنه قال : أحاديثه منكرة ، وهو ضعيف الحديث أيضا ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : يروي عن ـ