وهو حرف مبنى على «فعول» ، من «سبّح الله» : إذا نزّهه وبرّأه من كل عيب.
ومنه قيل : سبحان الله ، أي : تنزيها لله ، وتبرئة له من ذلك.
ومنه قوله : (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ ، وَما فِي الْأَرْضِ) [سورة الجمعة الآية : ١ ، سورة التغابن الآية : ١].
وقال الأعشى :
أقول لمّا جاءنا فخره |
|
سبحان من علقمة الفاخر |
أراد : التبرؤ من علقمة. وقد يكون تعجب [بالتسبيح من فخره ، كما يقول القائل إذا تعجب] من شيء : سبحان الله.
فكأنه قال : عجبا من علقمة الفاخر.
* * *
٥ ـ ومن صفاته : «قدّوس».
وهو حرف مبنى على «فعول» ، من «القدس» وهو : الطهارة.
ومنه قيل : «الأرض المقدّسة» (١) ، يراد : المطهّرة بالتبريك. ومنه قوله حكاية عن الملائكة : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ، وَنُقَدِّسُ لَكَ) [سورة البقرة آية : ٣٠] ، أي : ننسبك إلى الطهارة. و «نقدّسك ونقدّس لك» و «نسبح لك ونسبحك» بمعنى واحد.
وحظيرة القدس ـ فيما قاله أهل النظر ـ هي : الجنة. لأنها موضع
__________________
(١) في سورة المائدة الآية ٢١ قوله تعالى : (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ ...).