عن الحادثة الثانية بأنه متى ما وجدت الحادثة الاولى ، وجدت الحادثة الثانية.
قرأنا في ما سبق استعراضا للآيات الكريمة التي تدل على سنن التاريخ في القرآن : جملة من تلك الآيات الكريمة مفادها هو السنة التاريخية بلغة القضية الشرطية. تتذكرون ما قرأناه سابقا (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)(١).
هذه السنة التاريخية للقرآن والتي تقدم الكلام عنها ويأتي ان شاء الله الحديث عن شرح محتواها ، هذه السنة التاريخية للقرآن بينت بلغة القضية الشرطية لان مرجع هذا المفاد القرآني الى ان هناك علاقة بين تغييرين : بين تغيير المحتوى الداخلي للانسان وتغيير الوضع الظاهري للبشرية والانسانية ، مفاد هذه العلاقة قضية شرطية ، انه متى ما وجد ذاك التغيير في أنفس القوم وجد هذا التغيير في بناء القوم وكيان القوم ، هذه القضية قضية شرطية بيّن القانون فيها بلغة القضية الشرطية.
__________________
(١) سورة الرعد : الآية (١١).