(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ)(١)
هذا ناظر الى يوم القيامة ، الى يوم تكون السماء كالمهل فيوم القيامة قدر بخمسين ألف سنة اما هنا يتكلم عن يوم توقيت نزول العذاب الجماعي وفقا لسنن التاريخ يقول وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون. اذن فهذا شكل ثالث من السنن التاريخية ، هذا الشكل هو عبارة عن اتجاهات موضوعية في مسار التاريخ وفي حركة الانسان وفي تركيب الانسان ، يمكن ان يتحدى على الشوط القصير ، ولكن سنن التاريخ لا تقبل التحدي على الشوط الطويل الا أن الشوط القصير والطويل هنا ليس بحسب طموحاتنا ، بحسب حياتنا الاعتيادية يوم أو يومين لان اليوم الواحد في كلمات الله وفي سنن الله كألف سنة مما نحسب.
هذا هو الشكل الثالث ، الدين هو المثال الرئيسي للشكل الثالث ، من أجل أن نعرف كيف ان الدين ليس سنة من سنن التاريخ؟ ما هو دوره؟ ما هو موقعه؟ لما ذا اصبحت سنة
__________________
(١) سورة المعارج : الآية (٤ ـ ٨).